يُعد متحف نابو الواقع عند الواجهة البحرية لمنطقة الهري قرب رأس الشقعة في شمال لبنان
من المتاحف الثقافية المميزة والغنية، وهو من الأماكن المثالية لاستكشاف تاريخ لبنان القديم وأبرز الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة.
عن التسمية، سُمّي هذا المتحف على اسم الإله نابو إله الحكمة والكتابة في بلاد ما بين النهرين، وهو يحتوي على مجموعة رائعة من القطع الأثرية المؤلفة من أكثر من 2000 قطعة استثنائيّة معروضة بشكل دائم. تعود هذه المجموعة إلى عصور تاريخية مختلفة، أبرزها لقيات من العصر البرونزي والحديدي، وقطع تعود إلى الحقبات الفينيقية والرومانية واليونانية والبيزنطية، بالإضافة إلى مجموعة من المخطوطات النادرة والقطع الإثنوغرافية.
يضم المتحف أيضاً مجموعة نادرة من الرقميات المسمارية التي يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين 2330 و540 قبل الميلاد، وهي عبارة عن أعمال أدبية، وسجلات اجتماعية واقتصادية شاملة، تزودنا بمعلومات مفصلة وواسعة عن تاريخ وثقافة الشعوب السومرية والبابلية التي كانت تسكن بلاد ما بين النهرين .
هذا المتحف، بكل ما فيه من جمالية، يطرح على ذهن كل من يراه سؤالاً واحداً: من أسّس هذا المتحف؟
متحف نابو، لمؤسسَيه جواد عدره وزينة عكر عدره، يُقدم مساحة لعرض الأعمال الفنية ويعمل كمؤسسة للحفاظ على ارتباط المجتمعات بثقافتها من خلال البرامج التعليمية والتدريبية والجولات المنظمة والمحاضرات العامة والمعارض الإرشادية التي يوفرها.
زينة عكر، الذي يشكل تسلمها لوزارة الدفاع في حكومة حسان دياب، نموذجاً يحتذى لأهمية إشراك المرأة في الحياة السياسية والعسكرية، إذ تُعتبر عكر أول وزيرة دفاع في العالم العربي. حين تعينها قالت زينة عكر، “كنت أتمنى أن تكون حصة النساء في الحكومة الجديدة أكبر”.
زينة عكر كانت خلال فترة توليها للوزارة من أبرز الساعين لتحصيل حقوق المرأة التي حال المال والقانون والمجتمع دون مشاركتها في الحياة السياسية في لبنان. فقد عقدت لقاءات مستمرة مع رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون، لتنسيق تنفيذ خطة العمل الوطنية لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن. كما ناقشت الخطوات العملية التي يجب على الدولة اللبنانية اتباعها لتفعيل دور النساء في تحقيق شروط السلام والأمن، انطلاقاً من اعتراف القرار الأممي بأهمية انخراط النساء في صفوف الجيش وأهمية دور المرأة في بناء المجتمعات وفي مشاركتها في قيادة المسار الإصلاحي.
يُشار إلى أن زينة عكر هي المرأة اللبنانية الأولى التي تتولى ثلاث مناصب رئيسية
وهي نيابة رئاسة مجلس الوزراء، ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية والمغتربين. هذا بالإضافة إلى دور عكر في إدارة متحف نابو في شمال لبنان، والذي يعمل كمؤسسة للحفاظ على ارتباط المجتمعات بثقافتها من خلال البرامج التعليمية والتدريبية والجولات المنظمة والمحاضرات العامة والمعارض الإرشادية التي يوفرها.
أما جواد عدره، أحد مؤسسي متحف نابو، أكد في حديثٍ خاص أن في تعريف متحف نابو عند تأسيسه اعتبر المؤسسين أن “الفن هو مقاومة، مقاومة للمنفيين في بلادهم وخارج بلادهم، والفلسطينيين منفيين في بلادهم وخارجها”. كما اعتبر جواد عدره أن “القضية الفلسطينية لا يمكن أن تنفصل عن المنطقة التي نعيش فيها، فالعالم العربي كله متصل ببعضه”، وفق عدره.
لذلك، متحف نابو يدعم القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل ما يشهده قطاع غزة من حرب إبادة. وعندما نتحدث عن الدعم، فإن نابو يُطلق فعاليات فنية وثقافية باستمرار داعمة للقضية الفلسطينية.
ويُشار إلى أن جواد عدره وشريكته في إدارة متحف نابو زينة عكر عدره، يعتبران أن الفن هو أسلوب مقاومة ونجاة. ولذلك، بادرت إدارة متحف نابو بالتعاون مع “مسرح المدينة” بإطلاق أسبوعٍ تضامني مع غزة في يناير الماضي تحت عنوان “إلى غزة سلام“، تخلّله عروضاً مسرحية وسينمائية وغنائية راقصة. وعلى هامش الأمسيات، جُمعت التبرعات المالية لمصلحة “صندوق غسان أبو ستة للأطفال”، الذي أُطلق أخيراً بمبادرة من جواد عدره وفداء جديد وبدر الحاج.
للتواصل معنا اضغط هنا